Tuesday 27 September 2011

ماذا يحدث للمجلس العسكري، الإخوان المسلمين والمدنيين؟

ألقي الأستاذ عماد جاد الباجث بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ندوة بعنوان رابطة المواطنة والحقوق السياسية بكنيسة القديس كيرلس الجمعة الماضية. وناقش فيها تحركات المجلس العسكري والجماعات الإسلامية منذ بداية الثورة وسيناريوهات مجلس الشعب المحتملة. وأوضح أيضا سلبية المسيحين التي قد تعوق مدنية الدولة.


نظام مبارك.

كان من الصعب إستمرار نظام مبارك في كل الأحوال، والمجلس العسكري كان ينوي أن يخرج عن النظام ليس إحتجاجاً علي مبارك شخصيا، بل تعارضاً علي نظام توريث السلطة إلي نجله جمال مبارك. فالمجلس العسكري كان علي إستعداد أن يساند الرئيس السابق حتي بعد تنحيه، ولكنهم إعترضوا علي خطة تنازل مبارك عن الترشيحات في مايو الماضي لنجله.

لا يقدر المجلس العسكري أن يحكم في ظل الظروف الراهنة للتي تمر بها البلادــ، رغم إعجابهم بالسلطة. ولذلك يبحثون عن وضع مميز في السلطة، بمعني أن لا يتدخل مجلس الشعب في ميزانية الجيش، ولا يجدوا أنفسهم وراء القضبان. المجلس كان علي إستعداد أن يتولي المشير الرئاسة لدورة واحدة، ولذلك أقاموا التعديلات الدستورية والنظام الإنتخابي. فهم يسعون لمجلس شعب وشوري قريب من نظام مبارك، ليكون هناك 50% من العمال والفلاحين وليكون هناك طلب من اللجنة الدستورية القادمة أن تحافظ علي وضع الجيش وهذا ما فعله الرئيس المحتمل هشام البسطويسي عندما دعا الجيش بضروروة المحافظة علي الدولة المدنية.

قرارات المجلس العسكري.

المجلس العسكري يتخذ العديد من القرارت الغير صحيحة. فظنوا أن تزوير نتيجة الإستفاء لتكون نعم للتعديلات الدستورية سيكون الحل الأمثل لكنهم إكتشوا مدي خطورة نعم لاحقا. لأن سيكون عليهم إحياء دستور 1971 والدستور يتص علي عدم توالي المجلس السلطة. فلغي دستور 1971 ووضع 55 مادة دستورية فوق ال8 المستفتي عليهم. وبعد محاولات لجعل إنتخابات مجلس الشعب أولا إكتشف المجلس العسكري خطورة الموقف لأن القوة المدنية تطالب بالدستور أولا. مما سيجعله ملزم بوضع مواد فوق دستورية وقواعد تشكيل اللجنة الدستورية لتكون كل الجهات السياسية ممثلة .

علاقة المجلس العسكري بجماعة الإخوان.

"من الطبيعي أن يكون هناك علاقات بين الأفراد مثلما حدث وقت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 52. فقائد المنطقة العسكرية المركزية حسن الرويني علي علاقة بالإخوان وأخرون أيضا يرغبون بدولة دينية ولكن الأغلبية يريدون صيغة قريبة من مبارك تضمن بمدنية الدولة وتنشيط السياحة."

أما عن موقف الدول الأخري من الصيغ المتاحة، فسيوافق الأمريكان مع أي صيغة تضمن المصالح المشتركة. بينما تطالب البلاد الأوروبية وبالتحديد أسبانيا، إيطاليا، فرنسا وألمانيا بمدنية الدولة ويغرون السلطة الحالية بعدة طرق. عن طريق العمل علي صيغة عميقة في التعامل مع الإتحاد الأوروبي وأن تتطور لتصيح مثل دول شرق وسط أوروبا. وسيتم تقليص تلك العلاقات إذ أصبحت مصر دولة دينية.

ماذا عن أنتخابات نوفمبر وديسمبر؟

" نظام مبارك لم يظلم جماعة الإخوان علي الإطلاق بل هو من ساندهم ليصلوا إلي حد معين لا يزيدوا أو يقلوا عنه. لا يزيدوا كي لا يتعدوا عليه، ولا ينقصوا حتي يهدد الليبراليين والمسيحيين بالإخوان إذ تعارضوا مع فساد حكومته. ونجد أن عهد مبارك لم يسمح بإزدهار الأحزاب المدنية ولكنه أعطي فرصة للإخوان أن يلعبوا السيلسة. وما خشاة مبارك بعد الثورة هو أن يصل الإخوان إلي الحكم فيلغون معاهدة السلام؛ الأمر الذي يخشاه الأمريكان"

وطالب الرئيس المحتمل الدكتور برادعي بعقد إجتماع مغلق ليناقش رسالة من الإخوان المسلمين، التي تريد الإنضمام إلي القوي المدنية وأن يصلوا إلي 35% من المقاعد وذلك بسبب الهجوم المقبل من السلفيين والجماعات المتشددة. فرفض الحاضرين بالإجتماع هذا الأتفاق الغير أخلاقي! ووصف الدكتور عماد جاد ما يقوم به د. برادعي من مساعدة الإخوان "بالهبل" مشيراً إلي أن من المستحيل أن يصوت الإخوان للبرادعي في الإنتخابات المقبلة. فسليم العوا هو المفضل لدي المجلس العسكري والإخوان المسلمين. و د. عمرو موسي يعتبر "رجل دولة متزن" الذي ربما يدعمه الكثيرين إذ خسر البرادعي مصدقيته.

المغامرة ليست من طبيعة المصري.

"الأوضاع الراهنة غير مخيفة علي الإطلاق"، لأن الإضطرابات التي تحدث الآن تتعارض مع جو الإستقرار الذي تعود عليه المصري. فطبيعة المصري لا تشمل المغامرة ولكن يحب دفع ثمن الفساد ولو حتي لبعض الوقت حتي ترتقي البلاد. ومصر هي من أقل البلاد دفع للنظام القديم.

الإنتخابات القادمة.

التيار الليبرالي كان معتمد علي حزبين هما المصريين الأحرار والمصري الديموقراطي الإجتماعي. ومع الأسف فشل حزب المصريين الأحرار بسبب ما حدث من مشاكل، ووقعت إنقسامات بالحزب مما ضعف قوتها. أما عن الجماعات الإخوانية، فيوجد أربع أحزاب وهم: االتيار المصري، النهضة، الحضارة والحرية والعدالة. التيار المصري مكون من شباب إخواني إستقال من حزب الحرية والعدالة وكون حزب بأفكار مختلفة. ومن المحتمل أن يتحالف مع حزب الوسط أو المصري الديموقراطي نتيجة المشاكل الذي يصادفها ها الحزب.

وأضاف أن الحكومة القادمة ستكون إئتلافية، بمعني أن الذي سيشكل الحكومة يجب أن يصل إلي 50% من المقاعد + مقعد. وبالطبع لن يصل أي حزب لهذا العدد. ويعتمد نسبة مقاعد الإخوان المسلمين علي نسبة المشاركة. فعدد الإخوان متعارف عليه منذ 2005. وعلي التيار المضاد أن يشارك بصوته حتي لا يعطي مجال للإخوان لإكتساح مجلس الشعب. ومن المحتمل أن يتحالف الإخوان مع المدنيين لفشلهم في التعامل مع السلفيين وللحفاظ علي صورتهم أمام الشعب ليتم إنتخابهم في المرات القادمة.

المسيحيين سلبيين.

هناك سلبية شائعة بين المسيحيين الذين يبعدون عن أي أعمال سياسية بحجة "مملكتي ليست من هذا العالم"! وليس علي الكنيسة أن تشترك في الأعمال السياسية ولكن علي أفراد الكنيسة أي يسعوا إلي العمل العام حتي لا يعانون من إضطهادات أو فرض شريعة أخري عليهم." فعدد المسيحيين الذين يملكمون حق التصويت 5 مليون، وعدد الإخوان في 2005 كان مليون و 700 + سلفيين فلنقول 3 مليون. وعلي المسيحي أن يدرك بأن إذا صوت 90% من المسيحين هذا العام، فسيحدث إتزان. فالمسألة بسيطة ولكن المسحيين في مصر سلبيين علي عكس المسيحيين الذين يشاركون بكامل عددهم في البلاد الأخري التي تواجه تيارات دينية. فماذا نتوقع من البلد إذ لم نشارك"

وأضاف أن علي المسيحي أن 1. يشارك في الأحزاب 2. التصويت في الأحزاب 3. كسر النمط وإسلوب الخوف والتضليل الذي يتبعه الكثير من المسيحيين. "ولن أنسي أكبر مسرح في التحرير يوم الأربعين لشهداء كنيسة القديسين عندما قام المسيحيين بالصلوات والترانيم، وكان الحشد أكبر من أي يوم أخر. منظر لن ينسي أبداً" قال عماد جاد.

عزيزي القارئ، هناك حملات توعية بكافة الكنائس لتوسيع اللآفاق السياسية لأن مصر تقوم بتغيرات سريعة. وليس علي المسيحي أن يستسلم لهواجس إبليس من مخاوف ورعب ليس أساس لها ولا يحارب الشر بالشر. بل يتثقف ويسعي لتنوير غيره من المتعلمين وغير المتعلمين. وأن يشارك في بناء البلد التي طالما ولد و أخذ من خيراتها. فلكل إنسان دور في الحياة. علما بأن الدور يتم بثقة الإنسان بالله والعمل علي رسالته.