Monday 4 July 2011

يوم مع الحرفيين

من أسخف المواقف اللي بتمر علي الإنسان، هي لما تسوق سيارتك حوالي 20 ساعة في الإسبوع وتتفاجئ بالبواب يقولك "العربية إتخبطت وهي مركونة تحت البيت يا أنسة والإكسدام في وسط الشارع!" وبعد صدمة دامت حوالي 10 دقائق قلت "ما هية بلد غريبة…الإنسان يئذي أخوه الإنسان ويفلت طالما محدش شايفه! عدم مسؤلية" وطبعا البواب نفضلي ومشي.



الحرفيين هي من أشهر المناطق في مصر اللي الناس بتروح تصلح عربيتها هناك، وهي أيضا من أكتر المناطق اللي مفيهاش "أوبتيون" إسمه بنات! نفس الفرخة مبتعتبنش المكان هناك أصلا". ولإني بطبعي مسترجلة حبتين وعملة نفسي فتوه، قررت أنزل المنطقة هناك ومعايا صديق شهم (علما" بأن لو الرجالة هناك حبوا يخطفوني حيعملوها رغم رجولت صديقي وأنفه) إلا إني أصريت إني أختبر الموضوع وأسبها علي الله بما إني عاطلة وعندي فراغ، وحدث التالي.



مبدئيا" كنت ماشيا بالعربية في منطقة مكونة من حواري ملينانا جنس واحد من البشر…رجالة! وطبعا شوية عربيات معاقة لكنهم قلة نتيجة ثورة 25 يناير المباركة. ولإن محدش قوي إستجرء وجه المنطقة بعد الثورة، كنت بمثابة حدث بدأ بإختفاء الذباب اللي إتبلع بالغلط داخل بطون الرجالة من كبر فتحة بقهم المزبهل، وإنتهي بسماع صلوات شكر إن مصر فضل فيها نساء بيعتبوا الكان بالغلط.



ركنا العربية عند باب الدكان ونزل صديقي فادي يبحث عن أشطر الحرفيين واللي أتصاحب عليهم قبل كدة من كتر مبياجئلهم لتصليح العربية القديمة.



سؤال: ما هو تخيلك عن مناظر الصناعية هناك؟



سبحان الله عرفني فادي بتلاتة، إتنين منهم لو حمتهم ولبستهم حلو، يبقوا مزز وينافسوا صحابي ككككللللللللهههههممممم. أول مرة أشوف المصريين حلوين كده!



الجدير بالذكر إن الناس ديه طلعت متعلمة وبتفهم في جميع المواضيع مع فرق الألفاظ! يعني لما ذكرنا موضوع الكبد، وجدت أحمد يقول الآتي "الدم {بيلف} كده حولين الجسم، وبعدين القلب ده {بيستلم} الدم {ويفرقعوا} لفوق كده فالدم يروح {يتشفط} للدماغ فوق، وعشان كده لما القلب بيقف البنى أدم يموت!"

ثم نقلنا علي موضوع تاني وهو إن متوسط الإنسان 40 سنة فقط! "الأكل زمان مكنش مزود بالهرمونات زي دلوقتي. يعني وأنا راكب الميكروباص لاقيت واحد بيحلف بحياة مراته {مما جعلني أشك في بقيت كلامه} وبيقول إنه في يوم جاب كيلو خيار، صحي اليوم الوراه ولقي الخيار طول وزء باب التلاجة لبره ولم يجد أي نفعة له غير إنه يخزن الخيار لأي خناقة أخري. وبكده يبقي معدل الإنسان قصير جدا يعني مش بعيد بعد التلاتين قلاقي نفسي بسأل مراتي: من أنت؟ زي القذافي! "



وشاركنا في هذا الحديث الشيق تامر، أحسن ميكانيكي في المنطقة قائلا: عارفيين الأزمة السكانية ديه تتحل إزاي؟ الحكومة تجيب الفقراء وترحالهم علي الصحراء وبعدين إحنا نعمل زحاليق من فوق العمارات توصلنا لكافة المناطق....وبلا عربية وبلا وجع دماغ!"



تخيلوا علي مدار ساعتين سمعت كلام من ده لما خلاص حسيت نفسي ضربة كولة. الناس ديه رغم إنها غالبانا أوي إلا أنها ناس طيبة بجد ومضحكيين. نعمة كبيرة أوي إن الناس تحكي مأساتها بضحك بدل ما يتصرفوا بنوع من الحالة النفسية.



في الأخر الحيوان اللي خبطنى كلفني 50 جنيه، قعدة مضحكة، وصديق مش بعيد يسقط في الإمتحان بسببي!

No comments:

Post a Comment